-A +A
«عكاظ» (النشر الإلكتروني)

ساعدت رئة بشرية مريضة مثبتة في مادة الفورمالين الحافظة لأكثر من 100 عام، العلماء على تتبع تاريخ فايروس الحصبة وتحديد أصله منذ القرن السادس قبل الميلاد، بحسب موقع روسيا اليوم.

ولسنوات، تواجدت الرئة في الطابق السفلي لمتحف برلين للتاريخ الطبي، إلى جانب مئات عينات الرئة الأخرى، التي جُمعت وحُفظت في الفترة بين سبعينات القرن الـ19 وثلاثينات القرن الـ20.

وفي رحلة بحث عن مسببات الأمراض التنفسية المحفوظة جيدا، نزل عالِم الفايروسات سيباستيان كالفيغناك-سبنسر، من معهد روبرت كوخ وفريقه البحثي، إلى الطابق السفلي لفحص الموجودات. وقال كالفيغناك-سبنسر «إنها مسألة مصادفة» إذ عثر الفريق على رئة تنتمي إلى مريض بالحصبة عمره عامان توفي بسبب المرض في عام 1912.

وتمكن الفريق من استخراج عينات من الفايروس من أنسجة الرئة البالغة من العمر 108 أعوام، واستخدم المادة الوراثية - أقدم جينوم الحصبة المتسلسل على الإطلاق - لمعرفة المزيد عن أصول العامل الممرض. وفي دراسة جديدة نُشرت 18 يونيو في مجلة Science، يقدرون أن الحصبة ربما تكون قد تباعدت عن أقرب قريب معروف لها، وهو فايروس الماشية (قُضي عليه الآن)، في وقت مبكر من عام 528 قبل الميلاد.

وفي حديثه مع «لايف ساينس»، قال كالفيغناك-سبنسر، إن التقدير الجديد يشير إلى أن الفايروس قد يكون «أقدم من أي تقدير سابق بأكثر من 1000 عام».

وتوقعت دراسات سابقة أن الحصبة وفايروس الماشية المنقرض، المسمى الطاعون البقري، انقسمت عن أحدث أسلافها المشتركة بين القرنين الـ11 والـ12، وفقا لتقرير عام 2011 في مجلة Molecular Biology and Evolution.

وقال جويل ويرثيم، معد تقرير MBE الأستاذ المساعد في الطب في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، الذي لم يشارك في الدراسة: «من الواضح أن الانقسام بين الحصبة والطاعون البقري قُلّل من قيمته». وتنبع هذه التقديرات من قضيتين هامتين: نقص عينات الحصبة القديمة والافتراضات الخاطئة حول كيفية تحور الفايروس عبر الزمن، التي تحرف النماذج التطورية نحو «تاريخ حديث مثير للسخرية».

وصمم فريق ويرثيم نموذجا جديدا لمراعاة هذه العوامل ودفعوا تاريخ المنشأ حتى نهاية القرن التاسع، ولكن «لم يعتقدوا أنهم كانوا على حق». والآن، وصل كالفيغناك-سبنسر وفريقه إلى تقدير أكثر واقعية، جزئيا، من خلال تضمين عينة 1912 المكتشفة حديثا في تحليلهم.

ويقدر العلماء معدل التغير التطوري، أو مقدار ومدى سرعة تحور الفايروس، من خلال مقارنة العينات التي تم جمعها في أوقات مختلفة وتتبع الاختلافات في الشفرة الجينية. وقال كالفيغناك-سبنسر إنه كلما فحصنا عينات أكثر وأقدم، أصبح معدل التغيير أكثر وضوحا.